07 - 09 - 2025

رسائل من غزة | أتنجح الإنسانية ويتمكن الضمير العالمي الحر من إنقاذ ما تبقى؟!!

رسائل من غزة | أتنجح الإنسانية ويتمكن الضمير العالمي الحر من إنقاذ ما تبقى؟!!

أتنجح الإنسانية ويتمكن الضمير العالمي الحر من إنقاذ ما تبقى من غزة ؟؟!!

قد يكون مجرد سؤال عابر واستفسار موجه للضمير الإنساني, ولكنه في الحقيقة بارقة أمل وتشبث بالحياة لمن تبقى من أطفال ونساء وشيوخ في غزة, قد يكون النداء الإنساني الأخير ساعدونا لنحيا, ساعدونا لنعيش لنبقى لنحلم, ساعدونا لأننا بشر مثلكم, ساعدونا لأننا نحبكم.

يرسل أهل غزة المغلوبون على أمرهم ندائهم هذا لمحبي الإنسانية وأصحاب الضمائر الحية من بين ثنايا جراحهم وعذابات أرواحهم وآهات نسائهم وأطفالهم، بعد قرابة العامين وهم يرزخون تحت بطش أعتى آلة حربية تدميرية عرفها التاريخ, وبعد أشهر طويلة من المعاناة بلا مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بلا دواء بلا غذاء وبلا ماء.

يخاطبكم أهل غزة وهم يقبعون تحت سيل التهديد والوعيد من قبل نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف بأن يقتلعوهم ويهجروهم من بيوتهم ومدينتهم التي عمروها وزرعوها بورود الأمل والحياة.

رسالة الغزيين إليكم:نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا .... أنقذونا لنحيا.

ينادون بأعلى صوتهم: نحن نحب الحياة ما استطعنا أليها سبيلا... ساعدونا لنبقى ونحب.

يكررون النداء: نحن نحب الحياة ما استطعنا أليها سبيلا... ساعدونا لنتعلم ونُعمر ونزرع.

نتنياهو ويمينه المتطرف يريدون تدمير غزة والقضاء على كافة جوانب الحياة فيه, ليصبح من المستحيل عيش البشر فيها, هم لا يريدون احتلال المدينة باختصار شديد هم يريدون تدميرها وتهجير سكانها, وذريعتهم الوحيدة هي تدمير حماس وهزيمتها على الرغم بأنهم يدركون جيدا وكذلك العالم أجمع بأنه لم يعد متبقي أي تشكيلات رسمية لحماس بغزة, ما هو متبقي حالات فردية وبعض جيوب مخفية هنا وهناك, التي هي كما تعرفون لا تنتهي بتدمير المدينة وقتل وطرد أهلها المتبقين.

من وسط حالة التيه والضياع يخاطبكم أهل غزة الطيبون, من وسط المحرقة والإبادة يناشدون, من بين أنياب المجاعة التي تفتك بأجساد أطفالهم ونسائهم وشيوخهم يستصرخون ضميركم عسى من نخوة إنسانية تجلب لهم الحياه.

يستصرخون بأعلى صوتهم أنقذوا ما تبقى من غزة...

ينادون العالم مستغيثين  أنقذوا ما تبقى من أحلام الأطفال والنساء والشيوخ وأنقذوا حقهم في الحياة الكريمة.

العالم الحر أمام اختبار حقيقي حول تطبيق مبادئه الإنسانية وأخلاقه وقيمه النبيلة، بإنقاذ ما تبقى من غزة, بشرها وحجرها وشجرها, لنعيد للإنسانيةِ معانيها الجميلة.

في غزة...اختبار الإنسانية "الأخير" هل ينجح؟

------------------------------------

بقلم :د. محمد راضي

مقالات اخرى للكاتب

رسائل من غزة | أتنجح الإنسانية ويتمكن الضمير العالمي الحر من إنقاذ ما تبقى؟!!